أرسى النبي محمد صلى الله عليه وسلم قواعد دين الإسلام عام 613 م، فبدأ الناس باعتناق الدين الإسلامي، وكان من بينهم الشاعر كعب بن زهير. وبعد اعتناقه للإسلام، نظَم قصيدة مدح فيها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، سُميت بـ"البُردة". وقد جاءت هذه التسمية لأن النبي الكريم تأثر تأثراً كبيراً بكلماته، فما كان منه إلا أن نزع عباءته ولفّها عليه. وبعد 700 عام كتب الإمام الصوفي العلَم قصيدته الشهيرة والتي حملت التسمية ذاتها "البُردة" (Ode of the Mantle or The Mantle Adorned)، وقد تناولت هذه القصيدة أيضاً شمائل وخصال النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ووصفاً لأسلوب حياته. وكانت القصيدة في ذلك الوقت تحمل عنوان "الكواكب الدُرية في مدح خير البرية" (The Celestial Lights in Praise of the Best of Creation) أُصيب الإمام البوصيري بمرض في سنواته الأخيرة، فرأى في منامه ذات ليلة أن الرسول عليه الصلاة والسلام قد لفّه ببردته، فبرئ من المرض. ردَّد الإمام البوصيري القصيدة بينه وبين نفسه مرة ومرات. ومن ثم تلقّاها عنه أحد الصالحين الرحّالة بالمشافهة. وقد أصبحت قصيدته التي نُظمت في 10 فصول و165 بيتاً، أشهَر القصائد التي كُتبت في مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أهل السنة في العالم العربي، وأكثرها تداولاً وإلقاءً وكتابةً، كما إنها تُرجمت إلى لغات كثيرة، وأصبحت تُستخدم في المحافل والمناسبات.ل عليه الصلاة والسلام قد لفّه ببردته، فبرئ من المرض. ردَّد الإمام البوصيري القصيدة بينه وبين نفسه مرة ومرات. ومن ثم تلقّاها عنه أحد الصالحين الرحّالة بالمشافهة. وقد أصبحت قصيدته التي نُظمت في 10 فصول و165 بيتاً، أشهَر القصائد التي كُتبت في مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أهل السنة في العالم العربي، وأكثرها تداولاً وإلقاءً وكتابةً، كما إنها تُرجمت إلى لغات كثيرة، وأصبحت تُستخدم في المحافل والمناسبات.
قصيدة "البُردة" للإمام البوصيري هي درة القصائد وأسماها وأكملها في مدح الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم. يضم مجلد هذا النص الشعري المقفّى عشرة فصول و165 بيتًا، يتناول فيه المؤلف شمائل وصفات خير البرية محمد صلى الله عليه وسلم.
ويُعد نشر قصيدة "البُردة" في الأقطار الإسلامية ونظيرتها غير الإسلامية والاهتمام بإيصالها إلى المجتمعات التي لا يمكنها فهم المحتوى العربي أمراً في غاية الأهمية، فهذه القصيدة هي بوابتهم للتعرف على خصال المصطفى صلى الله عليه وسلم وأسلوب حياته.
ومن أمثلة المساعي المثمرة في هذا الجانب، نخص بالذكر الترجمة الإنجليزية التي قدَّمها الدكتور سيد محيي الدين قادِري“The Mantle Adorned” أو “The Qasidat al-Burda” ونُشرت في عام 2008.
بدأت المرحلة الأولى من هذا المشروع الفنّي بكتابةٍ مزخرفة لثلاثين بيتاً من القصيدة (باللغتين العربية والإنجليزية) على ثلاثين بروازاً وتذهيبها باستخدام ذهب من عيار 24 قيراط.
أمّا المرحلة الثانية، فستتضمن كتابة زُخرفية لمحتوى مجلد القصيدة كاملاً (في صورة كتاب) باللغتين الإنجليزية والعربية مع تزيينها بأسلوب التذهيب.
كُتبت "قصيدة البردة" منذ 700 عام، وترجمَها الدكتور سيد محي الدين قادِري إلى الإنجليزية “The Qasidat al-Burda” في عام 2008. وقام العديد من الخطاطين المعروفين في الفن الإسلامي على مر التاريخ بكتابة القصيدة كتابة مزخرفة، وكان لهم دورٌ في نشر القصيدة- أجزاء منها أو كلها- بفضل ما خطّته أناملهم من كتابةٍ يزينها التذهيب لإضفاء جمالٍ إلى جمالها. وفي هذا كله، لطالما كان جُل التركيز مُنصَبَّاً على تعزيز انتشار هذه القصيدة في أقطار العالم الإسلامي وحسب، بينما لم يكن هناك اهتمامٌ مماثل بنشرها بين الشعوب التي تَدين بغير الإسلام.
وفي وقتنا الحاضر، أصبح استخدام أساليب الترجمة يتيح للشعوب من الثقافات والمجتمعات الأخرى استيعاب المفاهيم المستقاة من الأدب الإسلامي والقرآني، ويُعِين على إنشاء حوار متبادَل مع معتنقي الديانات الأخرى. وعلاوة على ذلك، فإن الترجمة تمنح هذه المجتمعات فرصةً لتذوُّق المعاني التي ينطوي عليها المحتوى العربي.
ومن ناحية أخرى، فإن إنتاجات الفنون الإسلامية التي قدَّمها كبار الخطاطين وفناني التذهيب خلال القرن الماضي لم تكن ثنائية اللغة ولا متعددة اللغات؛ ولم يتم إنشاء ما يماثل هذه الباقة التي تجمع بين الأدب والقصائد القرآنية والإسلامية في لغات أخرى غير العربية.
وبالرغم من أنه قد صدَرت ترجماتٌ لمعاني القرآن الكريم والأدب والقصائد الإسلامية، التي تعدُّ من خيرة المصادر العزيزة التي تعرِّف بالثقافة الإسلامية، فإن استخدام فن الخط الدولي (غير الإسلامي) وإنشاء محتوى ثنائي اللغة أو متعدد اللغات يكمِّل المفاهيم المرتبطة بفن الخط على الساحة الدولية ما يزال أمراً غائباً. ومن شأن هذه الجهود أن تسهم في تعزيز الاعتراف بالفن والثقافة الإسلامية ونشرها والارتقاء بها، وتغيير نظرة الشعوب إليها على المستوى العالمي.
الحل في ضوء التاريخ الحافل للفنان مُجتبى كرمي، الذي ابتكر الأسلوب الإبداعي لـ"فن الخط الإسلامي ثنائي اللغة"، والناشط على مدى عقدَين من الزمان (بين عامَي 1999 و 2021) وما يتمتع به من إلمام بالثقافة الإسلامية، وخبرة فنية واسعة في مجال فن الخط غير الإسلامي، وقدرته على دمجه مع فنون الخط الإسلامي، فقد عمل مع فريق من الخبراء في هذا المجال لإنشاء عمل فني يضم 30 بروازاً لأبيات شعرية مختارة باللغتين العربية والإنجليزية، تم اختيارها من قصيدة الإمام البوصيري "البُردة"، وهي أشهر قصيدة في العالم الإسلامي في مدح الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم).
استغرق إنشاء هذه المجموعة 5 سنوات، لتكون أولى الابتكارات في تاريخ فن الخط الإسلامي التي تهدف إلى إظهار ما كان يتسم به الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم من خصال وشمائل ونشرها وإبراز أهميتها للمجتمعات غير المسلمة.
وللمجموعة أهداف أخرى ومنها:
• إبراز أهمية أساليب الترجمة ومكانتها وإلهام الناشطين في مجال ترجمة المصنفات الإسلامية.
• التعريف بالفن الإسلامي وإيصاله للمجتمعات غير المسلمة
• السماح للخطاطين من غير المسلمين بكتابة ترجمات النصوص الإسلامية وخلق المنافسة فيما بينهم.